قوة المعرفة والتعارف

ما أدونه اليوم لم أعايشه، ليس في لحظته على الأقل بل بعدها بسنوات
قبضت على نفسي متلبسًا وأنا أسرح في الحنين على ألحان أغنية مألوفة
مدهش تحوّل أغنيّة لا تعرفها لأغنيتك المفضلة، كل ما يرتبط بها من أفكار ومشاعر..
فصرت أحاكم حنيني وأفكر في أسبابه
هل يحتمل كراهية المستقبل المجهول والخوف منه والهروب منه بالعودة للمعروف
صرت أجرّد الأمر أكثر وأفكر فيه لغويًا
معروف، عكسه مجهول وكذلك منكر
المنكر والمعروف، تذكرت الهيئة التي لم أعرف يومًا
المنكر هو ما نكره، وهو أيضًا النكرة التي لا نعرف
المعروف هو الخير، وهو ما نعرف
هل الأمر بهذه البساطة؟
أكلما عرفت أمرًا منكرًا صار معروفًا؟
هل يمكننا بقوة التعارف تحويل المكروه لمحبوب، والشر للخير؟
أوه، قد يكون
العُرف معتبر للتشريع دينًا وقانونًا
واو، هذه قوّة عجيبة للمعرفة والتعارف

تذكرت حرف s كنت أشاهده في صورة شخصية لأحدهم وكان مجهولًا حين بدأ يحادثني
ولا زلت أعجب كيف كنت أنظر للصورة ذاتها ولا أشعر بشيء
والآن أشعر بكل هذا تجاه حرف
تجاه صور، وجوه، أصوات، لفظات مخصصة ونكات…
عدت للحظة الأولى لأن الأغنية التي أعطتني احساس الحنين انتهت
أعدت تشغيلها وحاولت سماعها لكن هذه المرة بدون ما أحمل معها من مشاعر متراكمة عليها
كأنّي أسمعها أول مرة، سأعكس عملية التعارف، سأنكرها!
فقط لأتعرف عليها من جديد،
تحوّل حنيني للماضي لحماس للمستقبل
أريد فعل هذا مع كل شيء!

أضف تعليق